القولبة الثقافية وعولمة القيم والثقافات وتدويل القضايا والأزمات





الثورة التكنولوجية والحياة البشرية

 

          عرفت البشرية تطورات تكنولوجية مهمة وعلى فترات متتالية ومتقاربة غيرت العديد من العادات والسلوكيات الاجتماعية. من الحواسيب إلى اللوحات الإلكترونية إلى الهواتف الذكية، وفرة الإنتاج وانخفاض التكلفة جعلت من التقنية أكثر شعبية وأكثر انتشارا بين جميع الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية. كما ساعد التوسع الجغرافي للشبكات الهاتف، فشملت الحواضر والقرى، وانتقالها إلى الجيل الرابع واستعدادها للدخول في الجيل الخامس وما يحمله ذلك من جديد من حيث مضاعفة الصبيب.

         هذا التقدم التكنولوجي كانت له انعكاسات إيجابية على نمط الحياة اليومية للكثير من الناس. وهو ما سنتطرق له فيما يلي:

1-    الآثار الإيجابية

-         سهلت التكنولوجيا الحياة اليومية حيث بات ممكنا إنجاز أعمال كثيرة في وقت وجيز وبسرعة ومن بينها المعاملات المالية والحكومية.

-         استخدام الهاتف في التقاط الصور وإرسالها واستعمال التطبيقات المختلفة في تبادل المعلومات والأخبار والفيديوهات ...

-         فتح مناصب شغل جديدة وفي تخصصات جديدة مع إمكانية العمل عن بعد.

-         التعليم عن بعد من خلال أقسام وكليات افتراضية تفاعلية لا تلتزم بزمان أو مكان محدد.

-         التعرف على ثقافات وقيم وعادات أشخاص آخرين وفي مناطق بعيدة. التقريب بين الحضارات والمجتمعات.

-         توفير محتوى غني ووفير من الأغاني والأفلام والبرامج الوثائقية وخلق مصادر جديدة للترفيه والتسلية وعلى رأسها الألعاب الإلكترونية ...

-         تلفزيون تحت الطلب وبتقنية STREAMING : netflix  خير مثال .

-         النقل المباشر لمختلف التظاهرات الرياضية أو الفنية أو الثقافية ...

-         شاهد الحدث حال حدوثه وكأنك تشارك فيه. التكنولوجيا خلقت ثورة في مجال الإعلام والصحافة المرئية والمكتوبة (الجرائد الرقمية).

-         التقنية تركت بصمتها أيضا في مجال اللوجستيك: يمكنك تتبع إرساليتك حتى يتم تسليمها. واستعمال les drones في نقل الطلبيات ...

-         تشجيع السياحة الخارجية والداخلية من خلال التعريف بمؤهلات البلد على المواقع الإلكترونية وعلى صفحات الشبكات الاجتماعية.

-         التسوق الإلكتروني: يمكنك شراء احتياجاتك اليومية دون حاجة للتنقل.

-         ظهور التجارة الإلكترونية وانتشارها ومنافستها للمحلات والأسواق التجارية الكبرى.

-         اختفاء الحدود بين الثقافات وعولمة القيم والعادات (عيد الحب في الدول الإسلامية) وكذلك القضايا والأزمات ...

-         ساهمت التكنولوجيا في ازدهار وانتشار المعرفة وتدويلها: الكتب والمجلات الرقمية والمكتبات الإلكترونية...

-         شجعت الأشخاص على الإبداع والابتكار وتقاسم إنتاجاتهم مع الآخرين في مختلف بقاع العالم

(TIKTOK…-YOUTUBE –Dailymotion).

-         روبوتات ذكية تقوم بأعمال منزلية أو أعمال مكتبة ...

-         التكنولوجيا ستقدم خذمة نقل تحت الطلب: سيارة أجرة ذاتية القيادة ...

 

            أن نحكم على التكنولوجيا ونلصق بها عددا لا متناهيا من السلبيات والمخاطر التي هي أساسا من صنع الإنسان فما هي إلا وسيلة وأداة أن تحسن أو تسيء استعمالها فهذا يعود إليك وحدك، وليست محتوى، فالمحتوى من تخصص البشر ويدخل تحت تصرفهم وتحكمهم. إلا أننا لا نسلم بعدم وجود مخاطر على البيئة والحيوان وصحة الإنسان قد تنشأ بسبب كل هذه الترددات الهرتزية المحيطة بنا، مخاطر مسكوت عنها للأسف.

 

                                              2 – الآثار السلبية:

-         تبدل وتغير مفاهيم الترابط والتماسك الاجتماعي، فقد استبدل التواصل الحي المباشر بالمكالمات الهاتفية والرسائل النصية.

 

-         اختفى الحوار والتفاعل بين أفراد الأسرة، صار كل فرد يعيش في عالمه الخاص، غرباء تحت سقف واحد. أصبحنا نسمع عن أمراض مثل التوحد والانطوائية...

 

-         زيادة متطلبات الحياة التي بات على كل فرد توفيرها: فاتورة الاشتراك بالأنترنت والهاتف فأتوة الكهرباء وزيادة الطلب على الطاقة ...

-         تعرض الأطفال إلى محتويات خطرة منها الإباحية والتشجيع على استهلاك المخدرات وعلى الجريمة والعنف ...

-         اضطراب السلوكيات الغذائية: الأكل الغير منتظم والإفراط في تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية... مما يتسبب في مشاكل صحية كالسمنة ومرض السكري وفقر الدم ...

-         ضعف التحصيل الدراسي ومرده إلى ضعف القدرة على التركيز والانتباه (5 دقائق كمعدل بالنسبة للطفل الأمريكي دفع وزارة الصحة إل استعمال دواء الريتالين كمحفز لعلاج المشكل)

-         الافتقاد إلى المهارات التواصلية: إقامة الصداقات والتعامل مع الآخرين، فقر في صناعة الكلام وفقدان الثقة بالنفس...

-         تعطيل قدرات العقل والقدرة على التفكير.

-         تقليل الإحساس العاطفي للأبناء تجاه الآباء والانطواء والعزلة والوحدة (ارتفاع معدلات الانتحار لدى المراهقين والموت الجماعي ...)

-         عولمة القيم والثقافات والتقاليد وكذلك الأديان (نشر الإلحاد –عبادة الشيطان...)

-         الارتباط بالقيم والأفكار الغربية يقلل من الانتماء الوطني ويشجع على الهجرة.

-         غسل الأدمغة من خلال تقديم محتويات مضللة.

-         التركيز على مشاهد العنف وإثارة الغرائز والتحكم بالأفكار وردود الأفعال.

-         القولبة الثقافية: تشكيل الرأي العام واتجاهات موحدة ضد أو مع موقف أو قيمة أو سلوك.

-         صياغة الواقع وتشكيل صورة أو صور نمطية حسب أجندة وأهداف خفية غير معلنة.

-         القرصنة والجريمة الإلكترونية.

-         نشر المغالطات والأكاذيب والشائعات ...

-         نشر التطرف والإرهاب.

-         المشاكل الجنسية والخلافات الزوجية وكثرة الطلاق ...

-         العلاقات الجنسية والعيش المشترك خارج إطار الزواج، زيادة على انتشار المثلية الجنسية والممارسات الشاذة.

-         نشر السلوكيات والأخلاق المنحرفة ...

-         الإدمان على الأنترنت والألعاب الإلكترونية.

-         استعمال التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية في الحملات الانتخابية لتوجيه والتأثير في الناخبين (حالة تدخل روسيا في حملة ترامب الانتخابية).

 

 هذا غيض من فيض، كل المواضيع السالفة قابلة لإعادة المراجعة لإضافة معطيات أو معلومات لأخرى.

شكرا على المتابعة وإلى اللقاء مع موضوع جديد

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

كيف تصنع ثروة وأنت نائم

عالم ما بعد كورونا نظام عالمي جديد في طور التحديد